الجزائر – أعرب وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القارد مساهل و الوزير المساعد الصيني للشؤون الخارجية لي هيولال يوم السبت بالجزائر العاصمة عن إرادة البلدين في تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
و أوضح السيد لي هيولال عقب اجتماع الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي و الأمني بين الجزائر و الصين أن “تعزيز التعاون بين الصين و الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب يستجيب للمصالح المشتركة للبلدين و ضرورة الحفاظ على السلم و الاستقرار و التنمية في منطقتينا”.
و أشار إلى انه تناول “معمقا” مع السيد مساهل وضعية مكافحة الإرهاب الإقليمي و الدولي وكذا التعاون الثنائي في محاربة الإرهاب.
و أضاف يقول “لدينا مواقف متوافقة جدا حول الكثير من المسائل و اتفقنا على إبراز دور آليتنا للتشاور و تعزيز التعاون في كافة المجالات”.
أوضح المسؤول الصيني أن “الجزائر التي تعد بلدا ذا نقود في شمال إفريقيا و في العالم العربي تولي منذ زمن أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب و التطرف” مضيفا أن الجزائر صادقت أيضا على “سلسلة من الإجراءات القوية و الفعالة في هذه المجالات و تحصلت على نجاحات كبيرة”.
و قال في هذا الصدد أن “الصين تريد الاستلهام من التجارب الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب”.
و أكد من جهة أخرى انه “بفضل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استطاعت الجزائر أن تحافظ على الاستقرار الاجتماعي و الوحدة الوطنية و التنمية الاقتصادية و تحسين رفاهية السكان”.
و أكد أن “الصين و الجزائر “عازمتان على الارتقاء بتعاونهما الثنائي إلى مستوى أعلى”.
و من جهته أوضح السيد مساهل أن الجزائر و الصين اللتين تربطهما شراكة إستراتيجية شاملة تمس كافة الميادين “تطمحان إلى توسيع و تعميق هذا التعاون”.
و أضاف انه مع “الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الاممي و حليف استراتيجي للجزائر يكون من الطبيعي أن تجمعنا مثل هذه الآلية التي تسمح لنا بتبادل تحاليلنا و وجهات نظرنا و تصوراتنا في مجال مكافحة لإرهاب”.
و أشار إلى الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي و الأمني بين البلدين “سمحت لنا بتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد في منطقتينا سواء على مستوى شمال إفريقيا أو الساحل أو حوض المتوسط و كذا حول الوضع السائد في آسيا لاسيما الجنوب الشرق أو في الشرق الأوسط”.
“لقد اتفقنا على تنظيم سلسلة من اللقاءات في مجالات محددة جدا كما أننا منشغلون بالإرهاب الالكتروني الذي يعد أحد وسائل التعبئة و الإشهار بالنسبة للتنظيمات الإرهابية”.
و أكد السيد مساهل أن الجزائر و الصين تتقاسمان “تماما” نفس وجهات النظر في مجال محاربة الإرهاب.
و ذكر في هذا الصدد قائلا “عملنا على أن يتم التوافق على الاقتراحات التي قدمت خلال ورشة الجزائر حول هذه المسألة و مؤتمر بكين المماثل حول دور الإرهاب الالكتروني” مؤكدا أن البلدين “متفقان تماما في هذا المجال”.
و أوضح انه تطرق مع المسؤول الصيني إلى “مسالة المقاتلين الأجانب و أثارها على الاستقرار في بعض البلدان”.
و قال في ذات السياق “تطرقنا أيضا إلى الوضع العام في العالم العربي لاسيما التهديدات المحدقة بالاستقرار و الأمن و حتى بكيان بعض البلدان العربية”.
و أضاف أنها “انشغالات تشكل دوما بين الجزائر و الصين موضع مبادلات”.
و أعلن بهذه المناسبة أن الدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي و الأمني بين الجزائر و الصين ستعقد في بكين.
و ذكر السيد مساهل بان الجزائر تقيم أيضا هذه الآلية للحوار الاستراتيجي مع الأعضاء الدائمين الأربعة في مجلس الأمن الاممي (الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و المملكة المتحدة و روسيا) و كذا مع بلدان أخرى مثل اسبانيا و ايطاليا و ألمانيا.