وهران- أكد رئيس الجمهورية,السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم السبت أن الاحتفال بذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات يعدان “حدثين على قدر عظيم من القيمة الرمزية” يصبان في اطار شحذ العزيمة واستنهاض الشباب الجزائري للإسهام في مهمة البناء الوطني.
وقال رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات قرأها وزير العدل, حافظ الاختام, الطيب لوح :”نحيي في يوم 24 فبراير هذا, كلا من ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عام1956 وذكرى تأميم الـمحروقات عام1971 وكلا الحدثين على قدر عظيم من القيمة الرمزية”.
وأضاف رئيس الدولة قائلا:”إننا نحيي ذكرى كل منها, كل سنة, لكي نشحذ عزيمتنا ونقويها على مغالبة تحديات الحاضر وعلى بناء جزائر الغد”, مشيرا الى أن “هذين الإنجازين التاريخيين ينطويان على عبرة يجدر بنا أن نتخذها نبراسا في سلوكنا اليومي إذ أنهما يعكسان بصدق قدرة الشعب الجزائري على الـمغالبة و بلوغ الغاية كلما رام غاية مصيرية حاسمة”, مضيفا أن “الـمقصود الآخر من هذا الإحياء هو إلهام شبيبتنا و استنهاضها للإسهام إيمانا و احتسابا في مهمة البناء الوطني”.
وأكد رئيس الجمهورية أنه حري بنا بهذه الـمناسبة, أن “نزجي تحية التقدير والإكبار لنساء نوفمبر ورجاله, أولئك العمال والعاملات الذين فتحوا لبلادنا باب الأمل وسبلا جديدة, و كذا للنساء و الرجال الذين تحدوا العنف الارهابي و ضحوا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الوطن وإخراجه من تلك الـمحنة التي اعتورته”.
اقرأ أيضا: وهران: انطلاق الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة ل24 فبراير
وفي هذا الاطار دعا الرئيس بوتفليقة, العمال والعاملات وبالخصوص الشبيبة, إلى “التجندي أكثر من أي وقت مضىي من أجل إنعاش اقتصادنا وبناء جزائر قوية تُؤَمِّنُ لجميع أبنائها العيش الكريم و الشغل”.
وأكد رئيس الدولة بأن شساعة التراب الوطني ,”تملي علينا سياسة تنمية ابتكارية تهتم بالعدالة الاجتماعية التي يتعين علينا تحقيقها في ظروف استثنائية يتطلب فيها تنويع اقتصادناي في حالة الأزمة هذه, انتهاج الصرامة وأخلقة الحَوْكَمَة”, مبرزا “العناية البالغة”, التي يوليها ل”هذه الـمسائل الاستراتيجية”.
وأضاف رئيس الجمهورية بأن مطلب تنويع الاقتصاد و تنافسيته أصبح “أكثر إلحاحا في سياق الأزمة النفطية التي نمر بها”, مشيرا الى ان “تحقيقه لا يتأتى إلا بالتعبئة القوية لطاقاتنا الحية كلها و لجميع العمال و الإطارات و النساء و الرجال وهم قوة الوطن”.
“وبذلك — يقول الرئيس بوتفليقة– سنذلل الصعاب و نواصل طريقنا نحو الرقي , و لـم أشك أبدا في استعداد الجميع لـمغالبة التحدي هذا. لذا, أهيب بالعمال أن يسهروا على أن يقترن دفاعهم الـمشروع و اليقظ عن حقوقهم بحرصهم الفعال والـمتواصل على أداء واجباتهم و التزاماتهم في هذه الـمرحلة الحاسمة للغاية من التنمية الوطنية”.
اقرأ أيضا: سيدي السعيد يدعو لتعزيز مكانة المرأة داخل صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين
كما شدد رئيس الجمهورية في رسالته بأنه “يتعين علينا إحياء الرمزية النوفمبرية لكي يُنْقَشَ حب الوطن في أذهان شبيبتنا من خلال حثها على الابداع و الابتكار و التنافسية والطموح إلى التفوق”, مؤكد في هذا السياق أنه كلف الحكومة ب”إدراج بعث اقتصادنا صوب هذا الـمنحى بحيث يعبئ القوى الحية للبلاد و يعتمد على طاقة شبيبتنا”.
ولدى تطرقه الى الامكانيات البشرية التي تحوزها الجزائر أوضح رئيس الدولة أن رأس الـمال البشري هو “مفتاح النجاح والعلامة الدالة على قوة الأمم” مؤكدا بالقول “إننا سنسهر بلا توان على أن ترتقي بلادنا, الغنية بطاقاتها الفكرية الـمتواجدة بين يديها و تلك الـمتوزعة عبر العالـم, ودورها الريادي, بجامعاتها إلى الامتياز بمؤسساتها إلى الـمستوى التكنولوجي العالي”.
على صعيد آخر أكد الرئيس بوتفليقة أن الاضطرابات المتواترة التي تواجهها الجزائر على حدودها “تفرض علينا مقاربات مبنية على اليقظة و الحذر الـمتواصل بما يترتب عن ذلك من تكاليف اقتصادية يجب إدراكها من قبل الجميع. و هي تقتضي منا التقتير الـمطلوب في صرف مواردنا و تحثنا على الـمضي قدما في سياستنا الإصلاحية”.