سعادة السيدة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
1. اسمحوا لي، بادئ ذي بدء، أن أرحب بكم في مقر وزارة الشؤون الخارجية وأن أشكركم جزيل الشكر على زيارتكم للجزائر، وهي الزيارة التي تأتي ثلاثة أشهر بالضبط منذ لقائنا الأول في نيويورك.
2. وكلي يقين بأن محادثاتنا اليوم ستشكل فرصة متجددة لاستعراض وإبراز العلاقات المتينة والمتميزة التي تربط الجزائر باللجنة الدولية للصليب الأحمر:
– هذه العلاقات المتجذرة في تاريخ أمتنا التي رحبت أيها ترحيب بتواجد اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ بداية الثورة الجزائرية عام 1954 ،
– وهذه العلاقات التي تستند وترتكز بشكل أساسي إلى التزام الجزائر الثابت وتمسكها الراسخ بالقانون الدولي الإنساني، حيث نفخر أيما فخر بأننا صادقنا على اتفاقيات جنيف الأربع سنتين قبل استعادة استقلالنا وسيادتنا ، مثلما نفخر ونعتز كذلك بالمساهمة التي قدمناها سنوات قليلة بعد ذلك لبلورة البروتوكولين الإضافيين العام 1977.
وأخيرا وليس آخرا، هذه العلاقات التي لا طالما استمدت قوتها من القيم الأساسية المتمثلة في الثقة والدعم والتفاهم المتبادلين، وهي القيم التي تلتزم بها كل من الجزائر واللجنة الدولية أيما التزام.
3 وفي سياق الحديث عن هذه العلاقات التاريخية، سيكون من باب التقصير والإجحاف إن لم أجدد خالص امتناننا للجنة الدولية للصليب الأحمر نظير تزويدنا بأرشيف نشاطاتها وأعمالها الإنسانية في الجزائر خلال فترة كفاحنا ونضالنا من أجل التحرر والاستقلال.
-4 واستنادا إلى هذا الإرث العريق، يمكن أن نجزم بكل ثقة .. بأن العلاقات میں الجزائر واللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت ولا تزال مميزة ومثمرة والأهم من ذلك أنها أسهمت في ترفية القانون الدولي الإنساني، فبرامج الدعم الإنساني وبناء القدرات التي تقدمها بعثة اللجنة الدولية في الجزائر هي أكبر دليل على العلاقات المتينة بيتنا
ي وعلى هذا الأساس، بودي أن أؤكد لكم، السيدة الرئيسة، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإمكانها الاعتماد بشكل كامل على الصوت الجزائري داخل مجلس الأمن للمرافعة بقوة عن مهمتها الإنسانية باعتبارها منظمة مستقلة ومحايدة وغير متحيزة.
6. كما أغتنم هذه الفرصة كذلك لأعرب عن مدى تقديرنا لجهود فرق اللجنة الدولية المتمركزة في قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تواصل تقديم الرعاية الصحية الأساسية وغيرها من الخدمات الحيوية في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها عصيبة ومروعة.
7. كما تقاسمكم الأحزان على الخسارة المأساوية لهؤلاء النساء والرجال الشجعان الذين دفعوا الثمن الأعظم أثناء محاولتهم تغيير الأوضاع نحو الأفضل في غزة ، ونشيد أيما إشادة بأولئك الذين يواصلون تحمل كل المخاطر والصعوبات لإنقاذ أرواح الفلسطينيين الأبرياء.
8 وسيبقى الوضع المأساوي في قطاع غزة ، والقضية الفلسطينية بصفة عامة ، على رأس أولوياتنا في مجلس الأمن في الوقت الراهن، حيث سنواصل الضغط من أجل إقرار وقف فوري ودائم لإطلاق النار ، والتمكين لجهود الإغاثة الإنسانية دون شرط أو قيد ، فضلا عن توفير الحماية المطلوبة للمدنيين الفلسطينيين.